ابراهيم هلال العبودي
بكتك
القوافي وحزنت مفردات الشعر الشعبي، وظلت هواجس صامتة متحيرة، وقطعت مضايف
عراقية انفاسها لحظة تحجرت في مقلتيها الدموع، امام خبر صعق محبي معد
ومقدم برامجها الذي ذهب ضحية حادث غادر في 26/ 6 في قاعة فندق المنصور
ميليا
ها قد هوى نجم حضر من بين ركام مدينة
الفقراء مدينة الشعر والادب والثقافة واستطاع ان يبرز في ليلة وضحاها من
خلال برامجه التي بقيت الانظار تتلهف لها بشوق.سطع ولمع كوكبه في ليلة
ظلماء لانه مزج مفرداته بعذوبة السبعينيات وحداثة الصورة التي ينزف منها،
كينبوع معطاء لا ينضب.
بكاك الشعر ورثاك الشعراء وبقيت مفردات”الحسجة“
التي تتغنى بها صامتة امام تمثال شخصك المبدع الرقيق. أهكذا هو الرحيل من
غير وداع؟، اعرف انك لا تريد الرحيل لكن الاقدار سبقتك ووضعت اسمك ضمن
قوائمها التي طلبتك في ايام نحن بأمس الحاجة فيها اليك، لكن آه، وما نفع
الآه، فقد رأينا ملائكة الرحمن جمعت اشلاءكم وصعدت بها الى الباري تشكو له
ما انتم عليه.
لا لم تذهب قوافي الشعر في هبوب الرياح وتبقى المضايف
العراقية ضيفها دائما لان الذين اغتالوك انت ومن معك من المخلصين لا
يستطيعون اسكات الاقلام الحرة الشريفة ولا كلمات غنت من اجل مصالحة وطنية
ولملمت لحمتها التي ارادت الكلاب السائبة ان تنهشها من كل طرف وتمزيقها
الى اشلاء.
”الميت شمدريه بليمشي جناز
لكن طبع بالروح تمشي ويه العزاز “
اعلم
انك على علم بمن حمل نعشك ونعاك الناعي في لحظة بقيت صامتة، في لحظة
اصطدموا بها بنبأ استشهادك، حضروا والدموع متحجرة في مقلهم وأصواتهم شحت
منهم في لحظات لا يعرفون كيف يكون تفسيرها، حضروا لوداعك ومثواك الاخير
حاملين نعشك الذي مزقته انياب الكفر وبين طياته الكثير الكثير.اعلم من
مكانك الذي كنت لا تفارقه، تحوم حوله ملائكة الرحمة التي نصبت لك عزاء من
هواجس حسن بريسم ومضايف اهلنا التي نعتك في لحظة رحيلك، اعرف انك كنت
تستعد من جديد لكي تجمع لحمة وطنك الذي غنيت له بكل مشاعرك واحاسيسك، لكن
الاقدار خطفتك، فرحمك الله ايها الغالي واسكنك فسيح جناته ولذويك الصبر
والسلوان، انا لله وانا اليه راجعون.