للحب معاني مختلفة
28/02/2008 - 02:48:26 CET
بقلم – ماريانا يوسف
يختلف مفهوم كلمة الحب بين الناس وبعضها حسب ثقافتهم وما يعتقدون به في معنى تلك الكلمة التي على الرغم من كونها مكونة من حرفين هجائيين إلا أنها تحمل بين طياتها معاني ومفاهيم كثيرة يصعب حصرها.
فمنا من يرى الحب بئر الحنان الذي يرويه من بعد كؤوس الحرمان والعذاب, وهناك من يؤمن بأن الحب ما هو إلا تضحية يقدمها الحبيب عن طيب خاطر لمحبوبه حتى وإن كان شقائه هو السبيل, كما أن هناك من يرى في الحب رابطة غير ملموسة ولكنها محسوسة فيجد في الحب إكتمالاًَ لنقائصه وتوارد لأفكاره وكأنهما روح واحدة وزعت على جسدين فيشعر كل منهما بأوجاع الآخر ويفكر كما يفكر الآخر, ويسعده ما يسعد حبيبه.
وآخرون يجدون في الحب الأمان, الأمان من المستقبل, من شرور الحياة, أماناًَ من الزمن, أماناًَ أسرياًَ إجتماعياًَ عاطفياًَ ونفسياًَ, وهناك من يرون في الحب الجنون, كما أن هناك من يختلفون في ذلك وينظرون على أن الحب هو التعقل في حد ذاته, والأغلبية تؤمن بقوة الحب التي يمكن أن تحرك الإنسان نحو الأفضل, فالحب قادر على تحويل إتجاهات الإنسان في الحياة وتوجهه إلى المبتغى الحسن, فتعلمه من الفضائل أرفعها ومن المثل أشرفها ومن المبادىء أعلاها.
ويجمع أغلبية البشر بأن جمال الوجه والجسم لا يمثل نسبة كبيرة وأحياناًَََ لا يمثل نسبة مطلقاًَ في إشعال الحب بين قلبين, على أساس أن القلب يختار بالإحساس والعواطف - فليس للقلب عين- نعم ليس للقلب عين لترى عيوب الحبيب, كما أن ليس للقلب عين لتتأثر ببريق الجواهر والمال الكثير.
وهناك من يرى أن الحب حياة من منطلق أن الحب ليس سعادة وقتية متبادلة بين الطرفين او أحاسيس مرهفة تنبض في قلبين بل أنها حياة وإحتمال في الخير والشر, في السراء والضراء, في الشدائد والضيقات, وأن الحب الحقيقي هو الذي يستطيع بقوته إجتياز الأزمات والتغلب عليها.
وفريق آخر يؤمن بأن الحب قدر ونصيب يأتي بدون توقع ويجوز مع شخص يختلف تماماًَ عن ما تتصوره في مخيلتك لشريك الحياة, ولكنك وقتها تكون مسلوب الإرادة لا تستطيع مقاومة القدر فتستسلم للحب وتسمح له أن يسكن قلبك.
وهناك من يرى أن الحب هدية من الله, فمن يحبه الله يهديه حبيباًَ يخاف عليه ويحترمه, هؤلاء القوم يعتقدون أن لقاء الحب من رضاء الرب, ومن منهم لم يقابل الحب بعد فقد حرمه الله الحب لآثامه.
وقوماًَ يؤمنون بأن الحب عشرة فقد ترى إنساناًَ الآن ولا تدرك أنه سوف يحرك مشاعرك بعد قليل ويحول الصورة المرسومة لشريك الأحلام إلى واقع ملموس.
وهناك فريق مختلف تماماًَ - لا أستطيع أن أصفه بالتشائم المطلق- وهو فريق يرى الحب شقاء وتعب وذل ومهانة وقد يعود ذلك لتجارب سابقة تركت لديهم هذا الإنطباع, ومن جانب المتشائمين أيضاًَ نرى فرقاًَ ترى الحب هزيمة, فهم يرون في جنون الحب هزيمة لكبريائهم, وهناك من يرون الحب سجناًَ وهؤلاء أشخاص هوائيين ومتقلبى المزاج يصعب عليهم إدراك مفهوم الحب الحقيقي ويغلب عليهم صفة الأنانية.
وفي النهاية...لا يستطيع أحد أن يجزم جزماًَ جذرياًَ بمفهوم الحب بين تلك المفاهيم العديدة التي ذكرت في هذا المقال او التي لم نذكرها, من تضخية وحنان وأمان وحياة وقدر وعشرة وجنون وهزيمة وشقاء, فمفهوم الحب لدى كل شخص يعود لمرجعياته الثقافية والإجتماعية وتجاربه الإنسانية, ولكن الذي نستطيع أن نجزم به حقاًَ أن الحب موجود وسيظل موجود أياًَ كان معناه او مفهومه.