على مدار أول أسبوعين من شهر تموز/يوليو ركزت الصحف والمحطات التلفزيونية في إقليم كاتالونيا الإسباني، معقل نادي برشلونة، على التعاقدات الجديدة التي أبرمها النادي مع عدد من النجوم أصحاب الأسماء الكبيرة، مثل الفرنسي إيريك أبيدال والإيفواري يايا توريه والأرجنتيني غابرييل ميليتو.
ورأت وسائل الإعلام الكاتالونية أن هذه التعاقدات ستعيد الحيوية إلى فريق برشلونة، الذي سمح لمنافسه العنيد ريال مدريد بالتتويج بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم في نهاية الموسم الماضي، رغم أن برشلونة كان الأقرب في فترات عديدة من الموسم لانتزاع اللقب الثالث له على التوالي.
وعلى مدار الأسبوعين الأخيرين من نفس الشهر تموز/يوليو، تحولت الأنظار وتركيز الإعلام الكاتالوني إلى النجوم الشبان الثلاثة الواعدين في صفوف الفريق، وهم مارك كروساس وجيوفاني دوس سانتوس وبوخان كركيتش، حيث أصبح اللاعبون الثلاثة حديث مدينة برشلونة، بل إنهم تفوقوا في ذلك على هنري وتوريه.
وأظهر النجوم الثلاثة الشبان موهبتهم ومستواهم الرائع بشكل جيد خلال فترة استعدادات برشلونة للموسم الجديد في اسكتلندا، والأكثر من ذلك ظهر دوس سانتوس وكيركتش على غلاف صحيفة "سبورت" الإسبانية الرياضية الصادرة الاثنين، ليخطفا الأضواء من الجميع، وربما أيضاً من مواطنهما ألبرتو كونتادور، الفائز حديثاً بلقب سباق فرنسا الدولي للدراجات (تور دو فرانس).
وبثت القناة الثالثة بالتلفزيون الإسباني، والناطقة بلهجة إقليم كاتالونيا، تحقيقاً خاصاً عن اللاعبين الثلاثة الشبان مساء الأحد، بعد تألقهم في مباراتي برشلونة اللتين فاز فيهما على دندي يونايتد وهارتس الاسكتلنديين ودياً.
برشلونة فخور
وكان برشلونة فخور دائماً بقطاع الناشئين والشباب في النادي، والذي يتعلم فيه الناشئون بداية من سن العاشرة كيفية التعامل مع الكرة كجوهرة ثمينة، يجب الاحتفاظ بها والحفاظ عليها، ويجب تمريرها بشكل دقيق إلى زملائهم في الملعب.
وأفرز قطاع الناشئين في برشلونة خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين العديد من اللاعبين البارزين، مثل لويس ميا وجوسيب غوارديولا، وخافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، لكن إنتاج هذا القطاع تقلص ونضب تدريجياً في السنوات القليلة الماضية، وازداد الوضع سوءاً بعد أن سمح برشلونة لكل من سيتش فابريغاس وفران ميريدا أفضل لاعبين ينتجهما هذا القطاع على مدار عقد من الزمان بالانتقال إلى آرسنال الإنكليزي بعد أن أغراهما الفرنسي آرسين فينغر المدير الفني لآرسنال بالانضمام لفريقه.
ويصر برشلونة حالياً على الاعتماد بشكل كبير على الثلاثي الشاب، بل أن برشلونة يرفض إعارة أي منهم إلى أي من الأندية الأقل في المستوى خلال الموسم المقبل، رغم أن الأندية الإسبانية اعتادت إعارة لاعبيها الشبان إلى أندية أقل منها في المستوى في الدوري الإسباني، من أجل إيجاد فرصة جيدة لمشاركة هؤلاء اللاعبين كأساسيين في فرقهم الجديدة، من أجل اكتساب الخبرة.
التمسك بكركيتش
والحقيقة أن برشلونة يبذل كل ما بوسعه لمنع كركيتش (16 عاماً)، أصغر اللاعبين الشبان الثلاثة، من المشاركة مع المنتخب الإسباني في بطولة كأس العالم للناشئين (تحت 17عاماً) حيث يفضل أن يظل اللاعب مع الفريق في جولته بالصين والتي تبدأ الخميس.
وولد كركيتش من أب صربي وأم تنتمي لكاتالونيا، ونجح اللاعب في تحطيم جميع الأرقام القياسية في تسجيل الأهداف، خلال مشاركته بفرق قطاع الناشئين والشباب ببرشلونة.
وبدا كركيتش متحمساً وحاداً في مشاركته مع الفريق خلال جولته باسكتلندا، حيث شارك في وسط المباراة، وأظهر سرعة فائقة في الأداء والانطلاق، كما وضحت خطورته الكبيرة على مرمى المنافس، بالإضافة إلى أنه يتسم بالشجاعة ويرفض أن يخفي رأسه بين كفيه بعد إهدار أي فرصة.
وصرح كركيتش لوسائل الاعلام الكتالونية الأحد بأنه وجه لهنري العديد من الأسئلة خلال تدريبات الفريق ويحاول أن يتعلم منه كل شيء.
زيزينو الجديد
وكان دوس سانتوس، الذي احتفل حديثاً بعيد ميلاده الثامن عشر، أول هؤلاء اللاعبين الشبان تسجيلاً للأهداف خلال رحلة الفريق إلى اسكتلندا، ويلعب دوس سانتوس نجل المهاجم البرازيلي السابق زيزينيو في مركزي الهجوم وصانع اللعب، ويتميز بمهارات قدمه اليسرى التي تجعله يتفوق على كركيتش.
ولعب زيزينيو والد دوس سانتوس لفريقي أمريكا وليون المكسيكيين، في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، وكان دوس سانتوس هو النجم الأول للمنتخب المكسيكي في بطولة كأس العالم للشباب (تحت 20 عاماً) التي اختتمت فعالياتها حديثاً في كندا، وأبدى نادي تشيفاس المكسيكي رغبته في التعاقد مع اللاعب على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، لكن برشلونة رفض العرض.
وقد يستفيد برشلونة من دوس سانتوس في الموسم الجديد، حيث أكد اللاعب على موهبته بعدما شارك مع الفريق في اسكتلندا لدقائق قليلة قبل نهاية المباراة، لكنه أزعج دفاع الفريق المنافس بفضل سرعته وتحركاته ورؤيته الصائبة للملعب.
ذكاء كروساس
أما كروساس (19 عاماً) فهو أكبر هؤلاء اللاعبين الشبان الثلاثة، كما أنه أقلهم في جذب الأضواء واهتمام وسائل الإعلام، رغم أنه لا يقل عن زميليه بريقاً في الملعب، نظراً لأنه لاعب خط وسط ذكي يتمتع بالقدرة على الاحتفاظ بالكرة والتمرير السليم.
وترك كروساس بصمة جيدة مع برشلونة، لذلك رفض النادي قبول العروض المقدمة من ليفربول الإنكليزي وأندية أوروبية كبيرة أخرى للتعاقد معه.
غوديونسن لن يرافق برشلونة في جولته
ومن جانب آخر، أعلن برشلونة أن الإصابة ستحرم المهاجم الدولي الأيسلندي إيدور غوديونسن من مرافقة فريقه وصيف في جولته الآسيوية.
وقال النادي الكاتالوني في بيان: "أبقى المدرب الهولندي فرانك رايكارد المهاجم غوديونسن خارج البعثة التي ستقوم بالجولة الآسيوية من أجل استكمال شفائه من الإصابة".
وكانت هذه الإصابة حرمت أيضاً غوديونسن (28 عاماً) من مرافقة فريقه في جولته في اسكتلندا التي استمرت 6 أيام وانتهت السبت الماضي.
وسيغيب أيضاً عن الجولة الآسيوية الأرجنتينيان ليونيل ميسي وغابرييل ميليتو والمكسيكي رافاييل ماركيز الذين يمضون إجازتهم بعد مشاركتهم مع منتخبات بلادهم في كوبا أميركا التي توجت البرازيل بطلة لها للمرة الثانية على التوالي.
وسيعسكر برشلونة في الصين واليابان من 3 إلى 11 آب/أغسطس المقبل حيث سيخوض 3 مباريات ودية مع فريق صيني وآخر ياباني وثالث من هونغ كونغ.
على صعيد آخر، انتقد المدافع الفرنسي تورام (35 عاماً) هذه الجولة معتبرا "أن الإعداد البدني هو الأهم في كرة القدم. إننا على أبواب الموسم الجديد ويتعين علينا أن نقوم بعمل قاس لنكون في وضع جيد على مدى موسم طويل. الجولة الآسيوية ليست أفضل عمل يقوم به الفريق من أجل الإعداد لكن جرت العادة أن تقوم الفرق الكبرى بمثل هذه الجولات